فلسفة العلم والمحاسبة
تطبيق لمنظور كوهين (kuhn) على المحاسبة
١- مقدمة
قد يتساءل بعض المحاسبين ما علاقة مهنتهم بالعلم؟ وهل يعتبر كل محاسب عالم؟ على الرغم من أن الإجابة وبكل وضوح هي لا ليس كل محاسب عالم، إلا أن الجانب العلمي للمحاسبة موجود ولا يستطيع أن ينكره أحد. ولعل هذا الجانب يظهر بوضوح في محاضرات المحاسبة في الجامعات حين يتحدث المحاضرون عن التطبيقات والقواعد الحالية والمتوقعة للمحاسبة. فالعملية التعليمية للمحاسبة والتي من خلالها يتم شرح وربط الواقع الفعلي للمهنة بالعلوم الأخرى وخاصة الاقتصادية مها والتي من خلالها تنطلق الأبحاث المحاسبية في عدة اتجاهات تهدف أساسا لربط المهنة بالواقع وتطوير المهنة تبعاً لتطورات البيئة المحيطة بها، هي من أهم المظاهر التي توضح الجانب العلمي للمحاسبة،
ولعل الممارسين للمهنة والذين لا يتوفر لديهم المؤهل العلمي ربما لا يشعرون بهذا الجانب مثل أولئك الممارسون الذين يتوفر لديهم مثل هذا المؤهل، فالمؤهل العلمي حسب اعتقادنا هل حلقة الربط بين المحاسبة كعلم وكمهنة وذلك على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن ينطبق مفهوم العلم على جميع المواد التي يدرسها الطالب، كما أنه ليس في جميع الكليات يستخدم اسم “علم” في وصف المؤهل فبعضها يستخدم اسم العلوم الإدارية والمالية وبعضها يستخدم اسم العلوم الاقتصادية والإدارية ولكن البعض الآخر يستخدم اسم التجارة أو الاقتصاد أو المالية أو الإدارة دون ذكر كلمة “علم“. ولعل الكثير من المفكرين قد يختلفون في اعتبار مادة ما نوعاً من أنواع العلم أم لا ولعل المفيد في هذا المجال هو الرجوع إلى أصول العلم واختيار مدى اتفاق واختلاف هذه المادة مع هذه الأصول لتحديد كونها علماً أم لا. ونحن في هذه السطور سوف نقوم بشرح تطور الفكر المحاسبي على ضوء آراء أهم فلاسفة العلم لمعرفة ما هو مدى كون المحاسبة علماً أم لا.
٢ – التطبيق في مقابل النظرية
من دراسة تاريخ المحاسبة يتضح لنا أن المحاسبة تولدت من التطبيق حيث ظهرت الحاجة إلى منهجية معينة لإثبات العلميات والأحداث المالية منذ القدم. فمنذ ظهور ما يعرف بنظرية القيد المزدوج على يد الإيطالي باتشيليو في العام 1949م والمحاسبة تتطور على شكل إضافات نوعية تتبع من التغيرات في البيئة الاقتصادية والاجتماعية وبدأ تعليم المحاسبة يستخدم الأمثلة العملية لفهم وتطبيق المحاسبة. ولكن شيئاً فشيئاً بدأت تظهر النظريات التي تشرح المفاهيم والوظائف بالإضافة إلى التطبيقات مما يعني تحول الاتجاه من التطبيق إلى النظرية بحيث تكون النظرية هي الموجه لعمليات التطبيق الأمر الذي يعني التحول إلى مرحلة العلم. وعبر مرحلة التحول إلى العلم فإنه من الواضح أن هناك العديد من المحاولات التي بذلت من أجل الوصول إلى نظرية متكاملة للمحاسبة.
٣ – فلسفة العلم والمحاسبة.
يرى البعض ان تحول المحاسبة إلى المنهج العلمي قد بدأ في القرن العشرين ويحدد بعضهم ذلك بالعام 1914م . ولعل الناظر لتعاريف المحاسبة المختلفة يجد أن أكثرها يصف المحاسبة بالعلم ولكن لا يخلو الأمر من وجود بعض النقاشات في المحافل العلمية التي تدور حول ما إذا كانت المحاسبة علم أم لا، ومن اجل حسم هذا النقاش فإننا نرى أن نحلل ما يقوم به فلاسفة المحاسبة وهل ما يقومون به تنطبق عليه أصول العلم أم لا، خاصة في عدم وجود إجابة واضحة حول هذا السؤال.
٣-١- المنهجية العلمية والمحاسبة:
أغلبية فلاسفة العلم يقرون بأن الذي يميز المعرفة العلمية هي المنهجية المتبعة وهنا نميز بين المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي ومنهج الفرض والاستنباط. ومن خلال الإطلاع يمكننا القول أن جميع هذه المناهج مستخدمة في المحاسبة ويختلف المنهج المستخدم باختلاف الهدف من الدراسة أو البحث. ابتداءاً بتطور المحاسبة ونظرية القيد المزودج التي نادى بها باتشيليو فإننا نعتقد أن ما نادى به باتشيليو ليس إلا نتاج أعمال كثيرين ممن سبقوه ولم يسجل عنهم التاريخ ما فعلوه وفي اعتقادنا أن هؤلاء الأشخاص قد استخدموا بطريقة أو بأخرى المنهج الاستنباطي للوصول إلى النتائج التي توصلوا إليها والتي فيما بعد ظهرت إلى النور من خلال العمل الذي قدمه باتشيليو. كما أن الناظر إلى الأدب المحاسبي يجد أن تطور المعايير المحاسبية إنما تم عبر استخدام المنهج الاستنباطي وأن ذلك قد تم في سنوات الاربعينيات بعد أن كانت نظرية القيد المزوج قد اتضحت وبدأت الحاجة إلى معايير ومبادئ المحاسبة كما تم استخدام منهج الفرص والاستنباط بشكل كبير في هذا المعنى. وربما كان الباحث Mattessich من الأشخاص الذين قادوا البحث المحاسبي باستخدام هذه المنهجية. ومع الاستخدام لهذين المبدأين العلميين على نطاق واسع في المحاسبة بدأت المناداة بكون المحاسبة علم.
٣-٢- تطور العلم والمحاسبة:
منذ ستينيات القرن الماضي لم يكن التطور العلمي قد انصب على العلوم كنظريات منعزلة عن بعضها البعض وإنما كمجموعة نظريات تترابط فيما بينها وفق استراتيجية وهيكلية معينة ويظهر ذلك واضحًا في كتابات كل من Lakatos وKuhn والتي حظيت وما زالت تحظى بتقدير واسع في المحافل العلمية المختلفة. إضافة إلى ذلك فإنه وفي بعض كان الأحيان يتم الحكم على النظريات الحديثة وفق المنهجيات والمفاهيم السائدة. الأمر الذي لا يتناسب مع النظريات الحديثة مما يدعو إلى ضرورة بناء مجموعة متكاملة من المفاهيم والمعاني التي تناسب النظريات الجديدة. من ناحية أخرى فإنه يفضل النظر إلى النظريات على أنها هيكليات وذلك باعتبارها أفضل طريقة لتقدم العلوم حيث تتيح للعالم إنجاز أعمالهم في أطر شبه ثابتة ومقبولة.
وانطلاقًا من هذا المفهوم فإن الكثير من المؤلفين قد تناولوا المحاسبة من هذا المنظور ومنهم Canibano الذي فرق بين ثلاثة محاور في البحث المحاسبي هي المحور القانوني والمحور الاقتصادي والمحور الرسمي وكذلك Mantesiones الذي يفرق بين المحاور الاقتصادي والفردي– القانوني والمحور الرياضي ومحور الاتصال. ولا تنسى في هذا المقام ما كتبه Kuhn وهو ما سنركز عليه فيما يلي:
-
نماذج كوهن (Kuhn) وتطبيقها على المحاسبة
لقد قام الكثير من الباحثين بتطبيق نماذج كوهين على المحاسبة وذلك بهدف شرح التطور العلمي أو الغير علمي لها. وقد تركزت الأبحاث في هذا المجال على موضوع نظرية المحاسبة وذلك خلال السنوات الخمسين الأخيرة. إن القارئ لبحث كوهين بعنوان “هيكلية الثورات العلمية” يجد أنه يمكن تطبيق النماذج التي استخدمها على المحاسبة كما يلي:
-
مرحلة ما قبل العلم نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
النموذج الشخصي– القانوني
النموذج ما قبل الاقتصادي
-
مرحلة العلم المحاسبة كعلم مع بدايات القرن العشرين (1919)
نموذج المعلومات الاقتصادية
تطوير النموذج
المدخل الاستنباطي
توقيع النموذج
المدخل القائم على الصلاحية
الانتقادات على النموذج
-
النتائج نموذج واحد متكامل
٤-١- التعارض بين النموذج الشخصي – القانوني والنموذج ما قبل الاقتصادي خلال مرحلة ما قبل العلم
بعد تطبيق نظرية القيد المزدوج التي نادى بها باتشيليو بدأ تطور المحاسبة عبر ظهور ملامح عملية التشغيل والمعالجة المماسية وذلك باستخدام حسابات رأس المال والأرباح والخسائر وذلك خلال القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر. وفي هذا المجال نشير إلى ان Villa هو أول من أشار إلى الفصل بين التطبيق والعلم وذلك في كتاباته
في العام 1840م حيث قام بوضع مجموعة من المبادئ الاقتصادية الإدارية فاتحاً المجال أمام المفاهيم العلمية للمحاسبة. وحسب هذا الوضع وتمشياً مع تصنيفات كوهين فإنه يمكننا القول بأن المحاسبة في هذه المرحلة كانت في مرحة ما قبل العلم. وقد شهدت هذه المرحلة صراعا بين النموذج القانوني – الشخصي والنموذج ما قبل الاقتصادي وحسب نظرية كوهين فإن الخاصية الأساسية للعلم تكون في وجود نموذج متكامل ووحيد في حين أم مرحة ما قبل العم تتميز بالصراع بين النماذج المختلفة.
وبعد ظهور باتشيليو ومؤلفاته ظهرت هناك مدرستين محاسبيتين في إيطاليا احداها تدعى مدرسة توسكانا والأخرى في فينيسيا.
أما مدرسة توسكانا والتي سارت على خطى العالم كربوني فقد اعتمدت النموذج القانوني – الشخصي– قد ظهر ذلك واضحاً في كتابات كربوني في العام 1886م ونادت هذه المدرسة بأن المحاسبة تدور في فلك منظمات الأعمال أكثر من علاقتها بالأحداث الاقتصادية.
في المقابل اعتمدت مدرسة فينيسيا والتي قادها العالم بتسا مبدأ الأحداث الاقتصادية كأساس تقوم عليه المحاسبة وقد ظهر ذلك واضحاً في كتابات بتسا في العام 1891 وعليه وطبقاً لتصنيفات كوهين يمكن القول أنه في نهاية القرن التاسع عشر كانت المحاسبة ذات نموذجين متصارعين أحدهما القانوني – الشخصي– والآخر هو ما قبل الاقتصادي على الرغم من أن الأول ظهر قبل الثاني بعدة سنوات.
وعليه يمكن تفصيل مرحلة ما قبل العلم في المحاسبة كما يلي:
-
التطبيقات العملية في المنشآت القيد المزوج لوقا باتشيليو ( القرن الخامس عشر)
-
تطوير العملية المحاسبية وإعداد الحسابات المالية.
-
التمييز بين التطبيق والنظرية (villa 1840)
-
مدرسة توسكانا (carborni 1886)
-
النموذج القانوني الشخصي.
-
علاقات قانونية بين عناصر المنشأة.
-
مدرسة فنيسيا (Bets 1819)
-
النموذج الاقتصادي فوق النموذج القانوني
-
النموذج ما قبل الاقتصادي.
-
الهدف الأساسي للمحاسبة هو الرقابة الاقتصادية
التطبيق على منهجية كوهين:
مرحلة ما قبل العلم: الصراع بين النماذج المختلفة، النموذج القانوني – الشخصي والنموذج ما قبل الاقتصادي حيث ركز كل من المنهجيين على أعداد الحسابات بشكل أساسي.
اعتماداً على تاريخ المحاسبة وجدنا وجهتي نظر حول نقطة تحول المحاسبة إلى علم أولاها تقول أن التحول بدأ في العام 1840 مع كتابات villa والأخرى تنادي بأن التحول بدأ بعد الحرب العالمية الأولى. وتمشياً مع منظور كوهين في الصراع بين النماذج فإننا نعتقد أن النموذج ما قبل الاقتصادي هو النموذج الذي كسب الصراع وتحولت فيه المحاسبة نحو ما يعرف بالنموذج الاقتصادي أو نموذج المعلومات الاقتصادية.
٤-٢- نموذج الاقتصادي أو نموذج المعلومات الاقتصادية (المحاسبة كعلم)
نتفق معا ما كتبه (1979) canibano حول بداية تفوق النموذج الاقتصادي حيث يرى هذا الكاتب أن النموذج الاقتصادي بدأ بالتطور انطلاقاً من النموذج ما قبل الاقتصادي وبدأ الهدف الأساسي للمحاسبة يتركز على توفير المعلومات على أسس اقتصادية وليس على أسس مالية فقط نظراً لعدم جودة المعلومات المعدة على أسس مالية في جميع الأحوال وخاصة في حالات التضخم. وقد زاد من أهمية هذا المدخل حدوث التضخم والكساد العالمي عقب الحرب العالمية الأولى. وقد انعكس ذلك في كتاب Eugene Schmalenbach (1919) الذي نشر تحت اسم “الميزانية الديناميكية“.
والذي على أثره ظهرت المدرسة الألمانية في المحاسبة والتي ركزت على ضرورة توفير معلومات مالية صالحة للاستخدام في ظروف التغييرات النقدية.
ومع ظهور نموذج المعلومات الاقتصادية بدأت أيضاً في الظهور مشكلة الاعتماد على التكلفة التاريخية أو على حلول أكثر واقعية كتكلفة الإحلال أو تكلفة الاستبدال البديلة ولعل هذا الأمر هو الصراع بين نموذج التكلفة التاريخية ونموذج التكاليف البديلة يبقينا في مرحلة ما قبل العلم نظراً للصراع بين النموذجين فإذا اعتمدنا على التكلفة التاريخية فإن هذا يعني أننا لازلنا في صراع بين النماذج. أما إذا اعتمدنا على ضرورة عرض معلومات ذات دلالة اقتصادية فبغض النظر عن التكلفة المستخدمة في إعداد هذه المعلومات فنحن أمام نموذج وحيد ونكون قد دخلنا في مرحلة العلم. ويؤيد الرأي الثاني أغلبية العلماء في مجال المحاسبة وعلى رأسهم wells و Canibano وتمشياً مع هذا الرأي فإننا يمكن تفصيل مرحلة المحاسبة كعلم كما يلي:
-
المدرسة الألمانية schmalenbach 1919:
-
نموذج المعلومات الاقتصادية (المحتوى الاقتصادي للمعلومات)
-
ولادة نموذج برأسين: التكلفة التاريخية والتكاليف البديلة أو نموذجين متنازعين.
-
نموذجين متنازعين يغني البقاء في مرحلة ما قبل العلم.
-
نموذج وحيد يعني دخول مرحلة العلم.
-
ونحن نرى أنه هناك نموذج واحد وندخل في مرحلة العلم.
٤-٣- تطوير النموذج: توسع مفهوم فرض الوظيفية والمعايير المحاسبية
لقد شمل نموذج المعلومات المحاسبية وبكل وضوح مجموعة من الفرضيات والمبادئ لم تكن في بادئ الأمر واضحة ومهيكلة وهذا ما يوافق وجهة نظر كوهين التي تقول بأنه في كل نموذج تكون هناك مجموعة من القواعد التي غالباً ما تشارك ضمنياً في بناء النموذج دون أن تكون واضحة أو منصوص عليها صراحة.
٤-٣-١- المهنة كموجه للمبادئ المحاسبية
من المعلوم أنه قبل ظهور كتابات Hatfield و More في العام 1938 كانت هناك مبادئ محاسبية مشمولة في النظرية المحاسبية. ولكن الكثير من فقهاء المحاسبة يعتبر أن هذه الكتابات كانت نقطة تحول كبيرة في تطور المبادئ المحاسبية ويضاف إليها كتابات paul Grady في العام 1965 والتي في مجملها قد أدت إلى ظهور ما يعرف باسم المبادئ المحاسبية قبولاً عاما (GAAP). ونحن نعتقد أن هذا التطور في المبادئ المحاسبية كان عاملاً مساعداّ ومهما في التطور نموذج في المعلومات الاقتصادية خاصة بعد الكساد العالمي الكبير وظهور الحاجة إلى معلومات صادقة وموضوعية تعكس الواقع الحقيقي للمنشآت. وإن كان هناك بعض الآراء التي ترى فإن هذا التطور في المبادئ المحاسبية يجعلها أكثر قرباًَ إلى التطبيق (الوظيفية) منها إلى العلم.
٤-٣-٢- المدخل الاستنباطي
يعتقد الكثير من الكتاب أن المدخل الاستنباطي العادي يساعد على تطوير نموذج المعلومات الاقتصادية وفي ذلك يقول البرفسور (1991) Tua pereda بأن استخدام هذا المدخل في المحاسبة يعتمد في الأساس مفاهيم اقتصادية إنما تهدف إلى قياس وعرض سليم لثروة وأرباح الملاك بغض النظر عمن سيستخدم المعلومات التي تعكس هذه الحقائق ويؤيد تلك الحقيقية البرفسور Canibano في الكثر من كتاباته.
ولو عدنا إلى كتابات البرفسور Mattessich في الأعوام 1957، 1964، 1972، تجد أنه يعرض هيكلية علمية للمحاسبة مستخدماً المدخل الافتراضي – الاستنباطي كأساس لنظرية محاسبة قائمة على الفروض الأساسية للمحاسبة وهذا الأمر لا يعتبر مطلقاً تغيير في مدخل المحاسبة وإنما تطوير هل. وتقريباً له من مفهوم العلم عبر استخدام أساليب ومداخل علمية مقبولة لدى الجميع.
٤-٤- توسيع النموذج: المداخل المبنية على صلاحية المعلومات المحاسبية
في النصف الثاني من القرن العشرين بدأت في ظهور العديد من الأبحاث التي تناولت صلاحية المعلومات المحاسبية. وبدأت المحاسبة تركز على مفهوم المعلومات الصالحة لاتخاذ القرار بدلاً من عملية تسجيل وتوثيق العمليات التجارية وبدأت في الظهور العديد من النظريات التي تشرح التغيير في الحسابات وبدأت في التبلور الأطر النظرية التي توجه الطرق والمبادئ المحاسبية والتي أدت أساساً إلى الحصول على معلومات محاسبية بأقصى درجة ممكنة من الملاءمة والموضوعية. وفي اعتقادنا بأن هذه المداخل المبنية على صلاحية وملاءمة المعلومات المحاسبية ما هي إلا تطور آخر لمدخل المعلومات الاقتصادية وإن كان البعض قد أطلق عليها مدخل الملاءمة خاصة أن هذا مدخل لم يؤدي إلى القضاء على مدخل المعلومات الاقتصادية ولا سبب انقساماً في الفكر المحاسبي بل على العكس جاء ليزيد من قوة مدخل المعلومات الاقتصادية.
ويعرض لنا (1991) Tua pereda شرحاً تفصيلياً عن المداخل المدرجة ضمن مدخل الملاءمة والتي تم عرضها من عدة كتّاب ومؤسسات مهنية وكيف أن هذه المداخل تصب في مدخل ومصب واحد وهو تطوير مدخل المعلومات الاقتصادية.
الخلاصة
مما سبق من تفصيل يمكننا الوصول لما يلي:
١ – تعتبر نماذج كوهين من المناذج الأساسية التي تحدد ماهية وتطور العلم في الفلسفة وتستخدم كأساس منطقي للتفريق بين ما هو علم وما هو ليس بعلم وذلك على الرغم من أنها لا تحظى بالاجماع من قبل جميع فقهاء وفلاسفة العلم.
٢ – من تطبيق نماذج كوهين على المحاسبة نستخلص ما يلي:
-
يجب التفريق بين التطورات التي طرأت على المحاسبة ومصدرها التطبيق وتلك التطورات التي مصدرها النظرية.
-
يمكن أن تنطبق نماذج كوهين على المحاسبة من جوانب عديدة ومختلفة.
وعليه بأننا نرى أن المحاسبة قد مرت بمرحلة ما قبل العلم وخلال هذه المرحلة كان هناك صراع بين مدخلين أحدهما المدخل القانوني – الشخصي والثاني هو المدخل ما قبل الاقتصادي. ثم تطورت المحاسبة لتدخل مرحلة العلم مع تطور المدخل الاقتصادي (مدخل المعلومات الاقتصادية) وقد مر هذا المدخل العديد من المراحل التي ساهمت في تطويره سواء تلك المتعلقة بتطوير المحاسبة كعلم وإن كان في هذا المجال يهمنا أكثر من النظر للمحاسبة كعلم هو النظر للمنهج العلمي الذي يجب أن يتبع في حل المشاكل الخاصة بالمحاسبة.
المراجع
العربية:
البحيصي عصام (1996) ” المحاسبة في الإسلام” دار مقداد للطباعة
الاجنبية:
– American Accounting association (1977) “ Satatement of accounting theory and the theory of acceptance” Florida, USA.
– Belkaoui, A. R. (1981) “ Accounting Theory” Harcourt Brace. N. Y.
– Belkaoui, A. R (1993): A ccounting theory, third Edition, second printing. Acadmic Press, London.
– Cañibano C. L. (1974): “El concepto de Contabilidad como programa de investigación”, Revista Española de Financiación y contabilidad, num.7, Madrid.
– Cañibano C. L (1979): Teoria Acutal de la contabilidad, Ediciones ICE, segunda edicion, Madrid.
– Cañibano C. L; Gonzalo Angulo, J. A. (1995): “Los programas de investigación en contabilidad” incluido en I Jornadas de Trabajo sobre Teoría de la contabilidad. Ponencias, Málaga: ASEPUC.
– Cea García, J. L. (1989): “El deber ser y el ser de los Principios de Contabilidad Generalmente aceptados”, incluido en lecturas sobre principios contables, Monografía 13, AECA, Madrid.
– Cea García, J. L. (1996): La busqueda de la racionalidad économico- financiera. Imperativo prioritario para la investigación contable, ICAC, Madrid.
– Chalmers, A. F. (1990): Que es esa cosa llamada ciencia?, Siglo Veintiuno de España Editores, Madrid. DANOS, P. (1977): “A revolution in Accounting Thought? A comment”, The Accounting Review, July 1977, pags. 746-747.1
– Gabas Trigo, F.: Moneva Abadia, J.M.: Bellestas Perez- Grueso, A.J.: Jarne Jarne, J,.I. (1996): “Análisis de la demanda de información financiera en la coyuntura actual”. Revista Española de Financiación y Contabilidad, vol. XXV, num. 86, enero-marzo, 103-137.
– García García, M. (1988): “La teoría de la contabilidad a debate”, III Encuentro de Profesores Universitarios de Contabilidad, Torremolinos.
– García García, M. (1995): “La nueva contabilidad basada en el análisis de la circulación económica (introducción general)”, incluida en Seminario sobre la contabilidad basada en el análisis de la circulación económica. Siguenza, 30 de junio y 1 de julio.
– Giner Inchausti, B.(1994): ” El carácter multidisciplinar de la ciencia contable: algunos comentarios críticos”. VI Encuentro de Profesores Universitarios de Contabilidad, Madrid 26-28 de mayo.
– Kuhn, Thomas S. (1979): La estructura de las revoluciones científicas, Fondo de Cultura Económica, cuarta reimpresión en español, Madrid.
– Laughlin, R. C. (1981): ” On the nature of Accounting Methodology”, Journal of Business Finance and Accounting, vol. 8, num. 3. autumn, 329 a 351.
-Mattessich, Richard (1957): ” Towards a General and Axiomatic Foundation of Accounting. With an Introduction to the Matrix Formulation of Accounting Systems”. Accounting Research, octuber, pags. 328-355.
– Mattessich, Richard (1964): Accounting and Analytical Methods, R.D. Irwin, Inc. Homewood. Illinois,. – MATTESSICH, Richard (1972): “Methodological preconditions and problems of a General Theory of Accounting”, The Accounting Review, July, 469-487.
– Mattessich, Richard (1973): “Recientes perfeccionamientos en la presentación axiomática de los Sistemas Contables”, Revista Española de Fiacnciacion y Contabilidad, Vol. II num. 4, enero-abril, 443-465.
– Montesions Julve, Vicente (1978): “Formación histórica, corrientes doctrinales programas de investigación de la contabilidad”, Técnica Contable, tomo XXX.
– Peino Janeiro, Victor Gabriel (1993): la Contabilidad como programa de investigación cienifica, ICAC, Madrid.
– Requena Rodríguez, J. M. (1977): Epistemología de la contabilidad como Teoría Científica. Universidad de M
– Requena Rodríguez, J. M (1986): La homogenización de las magnitudes en la Ciencia de la contabilidad, Trivium, Madrid.
– Requena Rodríguez, J. M (1989): “La Filosofía de la Ciencia y la Contabilidad: reflexiones”. Incluido en La Contabilidad en España en la segunda mitad del siglo xx, volumen extraordinario, Madrid: Técnica Contable.
– Requena Rodríguez, J. M (1992): La contabilidad como Ciencia de información de estructuras circulatorias: contabilidad económica, Discurso de ingreso en la Real Acadenia de cinenias Economicas y Finacieras, Bareelona, 7 de mayo.
– Tua Pereda, J. (1991): La investigación empírica en Contabilidad. La hipótesis de eficiencia del Mercado, Instituto de Contabilidad y Auditora de Cuentas, Madrid.
– Vlaemminck, Joseph-H. (1961): Historia y Doctrinas de la contabilidad, editorial E.J.E.S., Madrid, pag. XIII.
– Wells, M.C. (1976): “A Revolution in accounting Thought?” The Accounting Review, vol. LI, num 3, july, 471-482