المراجعة والرقابة الداخلية

تـــــمهيـــد:

إن مسئولـي المؤسسة ينشغلون دوما في التـحكم  أكثر في العمليات التي هم بصدد إدارتها و تسييرها. و عليه، وُضعت أنظمة المراقبة  الداخلية لاستبيـان و اكتشاف، في الوقت الـمناسب، كل الأخطـاء     و الانحرافات، مقارنة بالأهداف المسطرة للمؤسسة، و التخفيض بذلك من المخاطر.

إن هذه الأنظمة تسمح للمسؤولين بالتحكم في التطورات المستمرة للمحيط الاقتصـادي؛ الـمنافسة؛ احتياجات و أولويات الزبائن، كما تسمح باتخاذ القرار اللازم لتحسين و تطوير  النشاط فتساهم بذلك في رفع من الفعالية ؛ حماية الأصول؛ ضمان صحة ودقة الحالة الـمالية ؛ الالتزام بالقوانين المعمـول بها في المؤسسة.

وككل الأنظمة فإن نظـام المراقبة الداخلية يـحتاج إلى تقييم وضمان السير الحسن للإجراءات ومتابعة العمليات و التدقيق فيها. ويقتضي ذلك، وجود مصلحة، خاصة و مستقلة، تدعـى بالمراجعة والتدقيق، تتكفل بالتقييـم و إعادة النظر و الفحص و التحقيق في كل أنظمة التسيير و المعلومات داخل المؤسسة.

و من هذا المنطلق، فـلابد من إعطاء أكثر تفـاصيل حول مفهوم كل من المراقبة الداخلية و المراجعـة و العلاقة بينهما .

1 –  نــظــــام  الــــمـــراقــبـــة الــــداخلــيــة في الــــمـــؤسســة :

  1.1 – تـــعــــريـــف الــــمراقبة الــــداخلية :

إن المقصود بالمراقبة الداخلية في المؤسسة هو تـحديد السلوك العام للتسيير الذي يسعى إلى احـترام صارم للإجراءات و القوانين، كما أنها تعتبر مصدر كل من الثقة و الآمـان في المؤسسة.

فبصفة عامة تـهدف المراقبة الـداخلية :”إلى إدراك و كشف بطـريقة عملية وسـريعة الأخطـاء و الانـحرافات، كما أنها تتأكد من أن الجرد و التسجيل مطابقان للحقيقة  و للـقواعد  الخـاصة  بالمؤسسة “.

 هذا و يمكن إدراج ضمن مفاهيم المراقبة الداخلية ، التعاريف المقترحة التالية :

 1.1.أ – الـــتعــــريف   الأمـــريـــكي : American Institute of Certified Public Accountants

” الـمراقبة الداخلية تشمل مخططات التنظيم و الأساليب و الإجراءات الـمطبقة داخل الـــمؤسسة لحماية أصولـها، وضمان دقة وصحة المعلومات الـمالية والمحاسبية، و ذلك لـرفع من مردودية العمليات وكذا تطبيق السياسات المحددة من الإدارة “.

1.1.ب – تـــعـــريف  الجـــمـعــية   الــبريــطانــية  (1978  )Consultative Committee of Accountancy

” المراقبة الداخلية تشمل كل من نظم المراقبة والمالية وغيرها، التي تـضعها إدارة المؤسسة، بهدف تسيير مختلف العمليات بصفة مــنظمة وفعّـالة ؛ ضمان احترام سياسات التسيير وحـفـظ الأصول ؛ وضمان أكـبر مقدار مـمكن من الدقة و الصحة للمعلومات المسجلة. “

فعموما، المراقبة  الداخلية هو إجـراء تضعه الإدارة العـامة، بالمشاركة مع المسؤولين و عمال المؤسسة، بهـدف ضمان تأمين كافٍ ومعقول -Une Assurance Raisonnable –  فيما يخص تحقيق الأهداف المسطرة و التي  يمكن تصنيفها كالتـالي:

  • تحقيق أمثـل للعمليات ( الكفاءات؛ المردودية؛ حماية الأصول؛ الخ … ).

  • صحة و دقة المعلومات الـمالية ( الجداول و الحالة الـمالية؛ الجرد؛ النتائج الوسطية؛ الخ… ).

  • التزام و تطبيق القوانين و القواعد المعتمدة بالمؤسسة ( القوانين العامة و الخاصة؛ الاحتياجات؛ القرارات؛ السياسات؛ الخ…).

2.1  عنــاصـر  الـــمــراقـبــة  الـــداخلــيـــة :

يتكون نظام  الـمراقبة الداخلية من خمسة  عنـاصر مترابطة و متبادلـة فيما بينها، تختلف مكوناتـها حسب نوعية النشاط و العمليات، و تندرج ضمن التسيير الفعلي للمـؤسسة:

1.2.1  مـحيط الـمراقبة ـ Environnement du Contrôle

يُعتبر محيط المراقبة عنصر ضروري في ثـقافة المؤسسة، إذ أنه يحدد درجة وعي و إدراك الأفراد بـمدى أهمية نظـام المراقبة الداخلية داخل المؤسسة. فالمحيط  يسـاعد على تأسيس العنـاصر الأخرى للمراقبة الداخلية عن طريق فرض سلوك و تنظيم ملائمين.

و يمكن حصر العوامل التي  تُؤثر على محيط المراقبة في كل من : سلوك و كفاءة الموظفين؛ فلسفة المسؤولين و طريقة التسيير؛ سياسة تفويض المسؤوليات؛ التنظيم و التكوين؛ الاهتمام الذي  تبـادره الإدارة العامة    و كذا قدرتـها في تحديد أهداف واضحة.

2.2.1  تـقييـم الأخطار ـ Evaluation des Risques

فغالبا ما تواجه  المؤسسات مـجموعة من الأخطار والتي ينبغي تقييمها، لكن قبل ذلك لابد من وجود أهداف منسجمة وملائمة للقواعد الأساسية للمؤسسة، إذ أن تقييـم الأخطار يستلزم تعيين و تـحليل العوامل التي يمكن أن تُؤثر سلبًا على تحقيق هذه الأهداف. بمعنى آخر، يسمح التقييم بتحديد كيفية تسيير المخاطر و التحكم فيها.

فنظرا للتطورات المستمرة للمحيط الاقتصادي (الجزئي و الكلي ) ومحتوى القوانين و شروط الاستغلال، فمن الضروري الاستعانة بتقنيات تسمح بالتحكم في المخاطر المرتبطة بالتغيرات.

3.2.1  أنشطة الـمراقبة  ـ Activités de Contrôle

يمكن تحديد أنشطة المراقبة في تطبيق المعايير  و الإجراءات التي تسـاهم في ضمان توجيه سليم  لعمليات التسيير، فهي تسمح بالتـأكد من أن كل التـدابير و الوسائل الضرورية  قد اِتُـخِذَتْ قصد  التحكم في الأخطار التي تعرقل تحقيق أهداف المؤسسة.

وتُنفذ المراقبات في جميع المستويات الإدارية و العملية للمؤسسة،كما أنها تتنوع و تتعدد حسب الظروف

و التغيرات، لكن معظمها تتمثل في :  المصادقة؛ التأكد من المطابقة؛ تقييم  الكفاءات؛ توزيع الـمهام؛ تقدير نتائج العمليات وحماية الأصول، وغيرها من المراقبات التي تضمن التحكم و السير الحسن.


حمل الكتاب كامل PDF

الرقابة الداخلية والمراجعة

 

الرجوع للأحداث

الرجوع للرئيسية